د.هلال ابوغوش - مستشفى الشميساني | التلقيح الصناعي مع غربلة
IUI XY تلقيح صناعي مع غربلة للذكور

تلقيح صناعي مع غربلة للذكور

لمحة عامة عن التلقيح الصناعي مع غربلة للذكور IUI-XY

 التلقيح الصناعي - تنتقل النطاف من المهبل عبر عنق الرحم إلى الرحم أثناء الجماع

وإذا كان التوقيت مناسباً وفترة الجماع قريبة بما يكفي من توقيت الإباضة فإن النطفة ستلتقي في مسيرها ببويضة ويتم إخصابها ويتشكل الجنين،

لكن من المستحيل معرفة النطفة التي ستخصب البويضة فيما إذا كانت مذكرة أو مؤنثة.

لآلاف السنين حاول الأطباء تحديد الجنس باللجوء لأساليب كثيرة ومتنوعة ومنها الحميات الغذائية،

وتحديد موعد الجماع وغيرها لكن لم تتمكن أي واحدة من هذه الطرق من إثبات فعاليتها. ومع تقدم العلم،

أصبح الأطباء قادرين على تحديد واختيار النطاف لاستخدامها ضمن تقنيات الإخصاب المساعد المختلفة، ومن أهم وأشيع هذه الطرق التلقيح الصناعي مع غربلة الذكور، فكيف يتم ذلك؟

ما هي تقنية التلقيح الصناعي (IUI)؟

التلقيح الصناعي IUI ويدعى أيضاً التلقيح داخل الرحم، وهو نوع من التقنيات التي تستخدم لعلاج العقم،

حيث يتم غسل النطاف وزيادة تركيزها ومن ثم وضعها داخل جوف الرحم. بهذه الطريقة يتمكن الأطباء من التغلب على عوائق عديدة مثل نقص عدد النطاف عند الرجل،

أو مشاكل عنق الرحم عند السيدة، وقد ينصح الأطباء بإجراء تحريض للإباضة بشكلٍ مرافق في بعض الحالات.

ماذا يعني غربلة النطاف؟

غربلة النطاف هو وسيلةٌ حديثة تُستخدم لتحديد النطاف الأكثر سلامةً واستبعاد النطاف المريضة أو المشوهة، وكذلك تستخدم هذه التقنية لتقسيم النطاف إلى مجموعات تحمل الكروموسوم X (أنثى) ومجموعات تحمل الكروموسوم Y (ذكر) على أساس الاختلاف في محتوى الحمض النووي، ويتم استخدام النطاف الذكرية فقط بالتزامن مع تقنيات مساعدة أخرى أهمها التلقيح الصناعي لإنجاب طفل ذكر.

يوجد عدة طرق لغربلة النطاف لكن أشيعها طريقة إريكسون والتي تعتمد على وزن النطفة، فمن المعروف أن الكروموسوم Y أصغر (وأخف وزناً) من الكروموسوم X، وبناءً على هذه الاختلافات فإن التقنيات المخبرية المتقدمة قادرة على فصل السائل المنوي إلى نطاف ثقيلة حاملة للكروموسوم X ونطاف خفيفة الوزن حاملة للكروموسوم Y.

كيف يتم غربلة النطاف بطريقة إريكسون؟

عند استخدام طريقة إريكسون يتم وضع أخذ عينة من السائل المنوي من الأب،

ووضعها في أنبوب يحتوي على تدرجات مختلفة من الألبومين (نوع خاص من البروتينات)،

وكلما كان الألبومين أكثر كثافةً وتركيزاً كان من الصعب على النطاف المرور عبر الأنبوب.

من الناحية النظرية فإن النطاف الذكرية التي نكون أسرع وأخف وبالتالي تكون أكثر قدرةً على الوصول إلى قاع الأنبوب،

بينما لا تتمكن النطاف الأنثوية من المرور بسبب ثقلها وهكذا يتم فصل النطاف أو غربلتها،

والحصول على عينة تحتوي نطافاً ذكرية لاستخدامها في التلقيح الصناعي (IUI-XY).

كيف يتم القيام بتقنية التلقيح الصناعي مع غربلة الذكور (IUI-XY)؟

عندما يرغب الزوجان بإنجاب طفل ذكر، فإن الأطباء يقومون بواسطة تقنيات خاصة بغسل النطاف،

وغربلة النطاف الذكرية منها وعزلها ثم وضعها داخل الرحم في نفس توقيت الإباضة،

والنتيجة المأمولة للتلقيح الصناعي مع الغربلة هي أن تسبح النطاف الذكرية التي تم حقنها

في الرحم في أنبوب فالوب (الأنبوب الذي يصل بين المبيض والرحم) لتخصيب البويضة، مما يؤدي إلى الحمل الطبيعي مع إمكانية اختيار جنس الجنين.

هل يوجد طرق أخرى لاختيار الجنس المذكر، وما مدى دقتها؟

تطورت طرقٌ طبيعية لاختيار الجنس المذكر على مر السنين ويمكن العثور عليها في العديد من التقاليد الطبية الشعبية التقليدية،

ولكن من المهم معرفة أنه لا يوجد أي طريقة بينها تستند إلى أدلة علمية موثوقة، لذا لا يوصي الأطباء بالاعتماد عليها. ومن هذه الطرق نذكر:

تطبيق نظام غذائي: يمكن للنظام الغذائي الذي يحتوي على طعام أقل حمضية أن يحسن من فرصة إنجاب صبي.

توقيت الإجراء: من المفترض أن توقيت الجماع القريب من وقت الإباضة يزيد من فرصة إنجاب صبي.

لكن يجب أن نؤكد أن هذه الطرق لا تعتمد على أسس علمية ولا يوجد

دراسات تؤكد فعاليتها، بالمقابل تتجاوز فعالية التلقيح الصناعي مع غربلة الذكور 75%.

ما سبب إجراء غربلة للنطاف المذكرة؟

يتم اللجوء غالباً لاختيار الجنس لأسباب اجتماعية، فقد يرغب الوالدان أحياناً أن يكون المولود ذكراً بسبب الرغبة فيما يسمى "الموازنة الأسريّة"، فمثلاً قد يرغب زوجان لديهما ثلاثة أولاد إناث في إنجاب طفلٍ ذكر، وتزداد هذه الرغبة بسبب وجود موروث ثقافي واجتماعي يميل لتفضيل الذكر كونه يحمل اسم العائلة وميراثها ومسؤوليتها.

ما هي مضاعفات إجراء التلقيح الصناعي مع غربلة الذكور؟

يُعتبر التلقيح الصناعي من الإجراءات الآمنة فالمضاعفات نادرة الحدوث إلى حدٍ كبير. لكن يمكن أن تشكو المريضة من حدوث نزف مهبلي خفيف نتيجة وضع القسطرة في الرحم، وعادةً تكون كمية الدم بسيطة جداً ولا تؤثر على نتائج هذا الإجراء، وقد يحدث الإنتان في حالاتٍ نادرة.

لا يرتبط التلقيح الصناعي بحد ذاته بحدوث الحمل المتعدد، لكن إذا تم تحريض الإباضة فإن ذلك سيزيد من احتمال الحمل بتوأم أو أكثر، وهذا قد يرتبط بالعديد من المشاكل ومنها الولادة الباكرة ومشاكل الخداج، وارتفاع ضغط الدم الحملي وغيرها.

أما غربلة النطاف الذكرية فلا يوجد لها أي تأثير سلبي على جسم الأم على الإطلاق، فهو إجراء يتم خارج الجسم ولا يؤثر على صحة الأم وسلامة الحمل إلا أن نتائجه ليست مضمونة مئة بالمئة لذا يجب اللجوء لمركز طبي متخصص في هذه التقنيات ويمتلك تجهيزاتٍ مخبريةً حديثة، وطلب استشارة أطباء ذوي خبرة وكفاءة في هذا المجال لضمان أفضل النتائج الممكنة.

المراجع: