تحديد جنس الجنين | مركز الشميساني لاطفال الانابيب | د.هلال ابوغوش
تحديد جنس الجنين

تحديد جنس الجنين

هل يمكنني تحديد جنس الجنين؟ تعرفي على أحدث التقنيات

يُروج البعض لاستخدام طرق تقليدية ووصفات طبيعية لاختيار جنس المولود

في واقع الأمر لم تُثبت الأبحاث العلمية فاعلية مثل هذه الوصفات في تحديد جنس الجنين بل إن أغلب الوصفات قد تسبب أضراراً صحية.

ويتساءل الكثير من الأزواج حول إمكانية اختيار جنس المولود وهل هناك طرق علمية لتحقيق هذا الحلم؟

وما هي نسب نجاح تلك التقنيات؟ وهذا ما نتناوله بالتفصيل في مقالنا.

تقنية التشخيص الوراثي للأجنة PGD

تُعد تقنية التشخيص الوراثي للأجنة (Preimplantation Genetic Diagnosis) من التقنيات الحديثة المستخدمة كخطوة من خطوات أطفال الأنابيب والحقن المجهري،

وتعتبر خطوة اختيارية تبعاً لحالة الزوجين ورغبتهما.

أثبتت الإحصائيات العالمية أن تقنية التشخيص الوراثي للأجنة تزيد من فرص نجاح الحمل

عن طريق أطفال الأنابيب والحقن المجهري، إذ يفحص الطبيب المحتوى الجيني للبويضات

والحيوانات المنوية ويختار أفضلها لإتمام عملية الحقن المجهري.

يستبعد الطبيب الخلايا التي تحمل أمراضاً وراثية مثل متلازمة داون ومرض الهيموفيليا،

كما يمكن تحديد جنس الجنين بصورة دقيقة تكاد تصل في نسبة نجاحها إلى 100%.

أسباب إجراء عملية تحديد جنس الجنين

قد يضطر بعض الأزواج إلى إجراء عملية تحديد جنس الجنين أثناء عملية الحقن المجهري لعدة أسباب مثل:

●      تجنب الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس

هناك مجموعة من الأمراض الوراثية المرتبطة بكروموسوم X مثل مرض الهيموفيليا ومرض ضمور العضلات وغيرها من الأمراض.

إذا ثبُت وجود مثل هذه الجينات في المحتوى الجيني للحيوانات المنوية أو البويضات أثناء

عملية الفحص الجيني للأجنة، يلجأ الطبيب لتحديد جنس المولود لتجنب إصابة الجنين بتلك الأمراض الوراثية.

●      تحقيق التوازن العائلي

قد يرغب بعض الأزواج في تحديد جنس الجنين لتحقيق التوازن بين أفراد الأسرة في

عدد الذكور أو الإناث، خاصة إذا كانت فرص الانجاب محدودة نظراً لعدة عوامل مثل كبر عمر الزوجة أو إصابتها بأمراض أخرى تُحد من فرص تكرار الحمل.

أيضاً إذا كان الزوجان يريدان إنجاب طفل واحد فقط، يمكنهم إذن تحديد جنس الجنين باستخدام تقنية الفحص الجيني للأجنة وتحقيق رغبتهم بفرصة نجاح تصل إلى 100%.

●      أسباب اجتماعية

هناك العديد من الأزواج الذين يرغبون في تحديد جنس الجنين نظراً لأسباب شخصية بعيدة تماماً عن الأسباب الصحية التي سبق ذكرها.

إذ ينتشر في بعض المجتمعات الموروثات الثقافية التي قد تفضل الذكور على الإناث أو العكس.

خطوات عملية تحديد جنس الجنين

تتم عملية الفحص الجيني للأجنة وتحديد جنس الجنين أثناء عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري، ونستعرض خطوات تلك العملية فيما يلي:

  1. مرحلة تنشيط المبيض

تبدأ تلك المرحلة من اليوم الثاني في الدورة الشهرية وتستمر لمدة تتراوح من 8 إلى 14 يوماً، وتأخذ الزوجة مجموعة من الأدوية الهرمونية المنشطة للتبويض إذ يُكَوِن المبيض عدد كبير من البويضات.

يُجرى فحص دوري بجهاز السونار لمتابعة التبويض خلال تلك المرحلة.

  1. سحب البويضات

تُجرى تلك العملية تحت تأثير التخدير الكامل وتُسحب البويضات عن طريق المهبل مع المتابعة بجهاز السونار، وتستغرق عملية سحب البويضات 15 دقيقة تقريباً.

  1. الحقن المجهري

تُعد خطوة الحقن المجهري من الخطوات الاختيارية في عملية أطفال الأنابيب، وتُوصي كافة الأبحاث العلمية بإجراء تلك العملية لزيادة نسب نجاح الحمل.

يختار الطبيب أفضل البويضات والحيوانات المنوية للتلقيح الصناعي في المختبر.

  1. الفحص الجيني للأجنة وتحديد جنس الجنين

تُجرى عملية الفحص الجيني للأجنة في المختبر وبأحدث التقنيات، وتُستبعد الخلايا ذات المحتوى الجيني المشوه أو الحامل للأمراض الوراثية.

تقنية الانتقاء الدقيق للحيوانات المنوية والبويضات تُزيد من فرص نجاح عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري، وتضمن صحة تكون جنين خالي من الأمراض الوراثية.

يتحدد جنس الجنين من اللحظة التي يتم فيها الحقن المجهري، إذ يكون المحتوي الجيني للأنثى XX والذكر XY.

تحتوي جميع البويضات على كروموسوم X، لكن الحيوانات المنوية بعضها يحتوي على كروموسوم X والبعض الآخر كروموسوم Y.

وبإجراء تقنية تحديد جنس الجنين ينتقي الطبيب الحيوان المنوي المناسب لإخصاب البويضة طبقاً لرغبة الزوجان في نوع الجنين.

  1. إرجاع الأجنة إلى رحم الأم

بعد إتمام عملية الحقن المجهري تحتضن الأجنة في المختبر في ظروف مثالية لمدة تتراوح من 3 إلى 5 أيام، ويقوم الطبيب بعملية أرجاع أقوى الأجنة إلى رحم الأم لإكمال فترة الحمل بصورة طبيعية.

هل هناك طرق أخرى لتحديد جنس الجنين؟

يُروج البعض لعدة نصائح ووصفات طبيعية لتحديد جنس الجنين، لكن لم تُثبت الأبحاث العلمية بشكل قاطع فاعلية أي

من تلك النصائح على الإطلاق، بل إنها مجرد احتمالات ضعيفة لا ترقى لنسب نجاح تحديد جنس الجنين باستخدام تقنية التشخيص الوراثي للأجنة PGD.ومن أشهر النصائح المتداولة:

●      توقيت الجماع أو نظرية شيتس (Shettles Theory)

أطلق د. شيتس تلك النظرية من ستينيات القرن الماضي، وتعتمد على حقيقة أن الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم X -التي تسبب الحمل في أنثى- أثقل في الوزن وتعيش فترة أطول في الرحم.

ومن ناحية أخرى، الحيوانات المنوية ذات الكروموسوم Y أخف في الوزن وأسرع في الحركة.

لذا إذا حدث الجماع قبل التبويض بفترة زمنية تتراوح بين يوم إلى يومين تموت الحيوانات المنوية ذات الكروموسوم Y وتزداد فرصة الحمل في أنثى.

وإذا حدث الجماع في يوم التبويض تكون الفرصة أكبر للحمل في ذكر نظراً لسرعة الحيوانات المنوية ذات الكروموسوم Y.

ومازال الجدل قائما بخصوص تلك النظرية إلى يومنا هذا، وتظل الدلائل العلمية على فاعليتها قليلة جداً.

●      اتباع نظام غذائي مخصص

تعتمد هذه النظرية على إحتمالية تأثير بعض العناصر الغذائية خاصة البوتاسيوم والماغنسيوم على تحديد جنس الجنين، وتفتقر أيضاً تلك النظرية إلى الدلائل العلمية.

ترجح النظرية الغذائية أن الأطعمة التي تحتوي على عنصر الماغنسيوم مثل المكسرات والخضراوات والفول الصويا، تزيد من فرصة الحمل في أنثى.

وتناول الأطعمة الغنية بعنصر البوتاسيوم مثل اللحوم والموز والكرفس والمشمش، ترفع نسب الحمل فى ذكر.

●      التغير في الوسط الكيميائي في المهبل

أثارت بعض الأبحاث العلمية حقيقة تأثر الحيوانات المنوية بالوسط الكيمائي في المهبل، إذ تفضل الحيوانات المنوية ذات الكروموسوم Y الوسط القلوي.

ويشير البعض إلى أن استخدام غسول مهبلي قلوي قبل الجماع مباشرة قد يزيد من فرص الحمل فى ذكر.

لكن يحذر الأطباء باستمرار من الإفراط من استخدام الغسول المهبلي لما له من آثار جانبية أخرى مثل الالتهابات المتكررة أو القرحة.

ما هي الأمراض التي يمكن تشخيصها أثناء تحديد جنس الجنين؟

من أهم الأسباب التي تستدعي إجراء التشخيص الوراثي للأجنة وجود تاريخ عائلي لأمراض وراثية، ومن أشهر الأمراض التي يمكن تشخيصها بتقنية تحديد جنس الجنين PGD:

  • ضمور العضلات الوراثي.
  • الثلاسيميا.
  • الجينات المسببة لسرطان الثدي.
  • مرض الهيموفيليا.
  • أنيميا الخلايا المنجلية.
  • متلازمة فون ويلبراند.
  • متلازمة التليف الكيسي.
  • الحثلُ العضلي الوراثي (Duchenne muscular dystrophy).
  • مرض اختزان الغليكوجين.

وغيرها من الأمراض الوراثية التي تتعدى الـ 400 مرض.

المصادر