د.هلال ابوغوش | تأثير الجينات على الإخصاب | حقن مجهري في الاردن
تأثير الجينات على الإخصاب

تأثير الجينات على الإخصاب

الإخصاب والوراثة

تأثير الجينات على الإخصاب وأفضل التقنيات لزيادة نسب النجاح

قد يعاني الكثير من الأزواج حالات الإجهاض المتكرر أو الإصابة بأمراض وراثية تتناقل عبر الأجيال

وأصبحت نسب العقم عند الرجال والنساء في تزايد مستمر في الآونة الأخيرة.

تلعب الجينات الوراثية دوراً هاماً في عملية الإخصاب طبيعياً كان أم صناعياً، ومؤخراً أصبح علم الوراثة التناسلية من

أهم العلوم الحديثة التي تهتم بفحص الجينات ودراسة حقيقة وجود علاقة بين الإخصاب والوراثة.

فهل هناك حقاً علاقة بين الإخصاب والوراثة؟ وإلى أي مدى أصبح العلم قادراً على التحكم في الجينات الوراثية؟

هذا ما نتناوله في مقالنا؛ فهناك العديد من التقنيات الحديثة المستخدمة في فحص الكروموسومات والجينات،

واستبعاد البويضات أو الحيوانات المنوية التي تحتوي على الجينات المسببة للعديد من الأمراض الوراثية الخطيرة.

وأصبح أيضاً من الممكن التغلب على العديد من المشكلات مثل الإجهاض المتكرر أو الولادة المبكرة.

إلى أي مدى تؤثر الوراثة على معدل الإخصاب؟

أثبتت الأبحاث العلمية أن للوراثة دور مؤثر في عملية الإخصاب، فهناك بعض العائلات تشتهر

بمعدل خصوبة عالي وعائلات أخرى تكثر فيها حالات العقم أو ضعف الإخصاب.

ويتساءل الكثير من الأزواج إلى أي مدى تؤثر العوامل الوراثية على الإخصاب؟

إن وجود بعض الجينات المسؤولة عن الأمراض الوراثية في المحتوى الجيني للبويضات

أو الحيوانات المنوية قد يزيد من إحتمالية الإصابة بالعقم أو ضعف نسب الإخصاب.

وهناك العديد من حالات الإجهاض المتكرر وحالات الولادة المبكرة قد تسببها بعض الجينات.

من ناحية أخرى، تلعب الجينات دوراً هاماً في الإصابة بعدة أمراض تتوارث بين العائلات وتؤثر على معدل الإخصاب وقد تؤدي إلى العقم عند الرجال أو النساء.

على سبيل المثال؛ من الأمراض التي تسبب ضعف الإخصاب عند النساء:

●     متلازمة تكيس المبايض (PCO)

تُعد متلازمة تكيس المبايض من أكثر الأمراض انتشاراً بين النساء وقد يحدث التشخيص من عمر 18 عاماً -أو أقل-

في الكثير من الحالات، ويُعد من أهم أسباب ضعف الإخصاب لدى النساء الذي يصل إلى العقم أحياناً.

طرح العلماء العديد من النظريات العلمية لتفسير الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، ومن أهم تلك النظريات هي الجينات الوراثية.

إذ وُجد أن الكثير من مرضى متلازمة تكيس المبايض لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض،

وتُسبب تلك المتلازمة ضعف المبيض ونقص قدرته على إنتاج بويضات صالحة للإخصاب.

تُسبب متلازمة تكيس المبايض أيضاً اختلالاً في توازن الهرمونات خاصة الاستروجين واضطرابات في الدورة الشهرية،

وبعض الحالات تعاني زيادة إفراز هرمون التستوستيرون الذي يُضعف من معدل الإخصاب.

●     بطانة الرحم المهاجرة

يُعد مرض بطانة الرحم المهاجرة من الأمراض الهامة المسببة لضعف الإخصاب والعقم،

إذ تنتشر أنسجة جدار الرحم إلى الأعضاء الأخرى في منطقة الحوض مثل المبيض.

أثبتت الدراسات العلمية أن للجينات الوراثية دور في انتقال مرض بطانة الرحم المهاجرة بين نساء العائلة.

●     الأورام الليفية في الرحم

تلعب الجينات دوراً في الإصابة بالأورام الليفية، إذ وُجد أن أغلب المرضى لديهم تاريخ مرضي عائلي.

الطرق المستخدمة في علاج العقم وزيادة معدل الإخصاب

من أهم الطرق العلاجية المستخدمة في علاج العقم وأكثرها انتشاراً هي عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري،

وحديثاً أُضيفت الكثير من التقنيات لزيادة نسب النجاح التي تصل إلى أكثر من 90%.

أحدث 5 تقنيات لرفع نسب نجاح أطفال الأنابيب وزيادة معدل الإخصاب

1.    الحقن المجهري ICSI

تُسخدم تقنية الحقن المجهري كخطوة اختيارية في عملية أطفال الأنابيب،

إذ ينصح بها الأطباء خاصة في حالات العقم عند الرجال مثل ضعف الحيوانات المنوية أو النقص الشديد في عددها.

يقوم الطبيب بانتقاء أفضل الحيوانات المنوية وإجراء الحقن المجهري وإدخال الحيوان المنوي الأقوى إلى البويضة ليتم الإخصاب.

تساعد عملية الحقن المجهري في رفع نسب نجاح عملية أطفال الأنابيب بشكل كبير.

2.    تحفيز الأجنة على الانغراس في جدار الرحم

بعد إجراء الحقن المجهري وإعادة الأجنة إلى الرحم وُجد أن بعض الحالات تفشل في الانغراس في جدار الرحم بصورة طبيعية، مما يسبب الاجهاض وفقد الجنين.

أصبح في الإمكان التغلب على تلك المشكلة باستخدام تقنية Assisted Hatching؛ إذ تُستخدم أشعة الليزر لمساعدة الجنين على الانغراس في جدار الرحم واستكمال النمو.

3.    الفحص الجيني لاختلال الكروموسومات قبل الزرع (PGT-A)

يتكون المحتوى الجيني لجميع خلايا الإنسان من 46 كروموسوم باستثناء البويضات والحيوانات المنوية إذ تحتوي كل منها على 23 كروموسوم.

عندما يتم الإخصاب سواءاً كان طبيعياً أم صناعياً؛ ويتكون الجنين من التقاء حيوان منوي واحد مع بويضة واحدة لتكوين خلايا تحتوي على 46 كروموسوم.

إذا حدث اختلال في عدد الكروموسومات بالزيادة أو النقصان، يتسبب ذلك في حدوث إجهاض وفقد للحمل أو إصابة الجنين بأمراض خطيرة مثل متلازمة داون وغيرها من المتلازمات.

تضمن تقنية الفحص الجيني للمحتوى الصبغي للخلايا (الكروموسومات) إحتواء الأجنة على العدد الكامل والطبيعي للكروموسومات (46)،

وهذا من دوره يقلل نسبة حدوث الإجهاض ويزيد نسب نجاح العملية ويضمن الحصول على طفل سليم.

أيضاً استخدام تلك التقنية يقلل من نسب حدوث حمل في عدد كبير من الأجنة، مما يقلل عوامل الخطورة أثناء الحمل ويضمن استمراره بصورة طبيعية.

4.    تقنية تجميد الأجنة

قديماً كان يفضل الأطباء إجراء عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري باستخدام الأجنة المخصبة في نفس التوقيت إذ أن نسبة نجاحها أكبر من الأجنة المجمدة.

مع تقدم العلم واستخدام أحدث التقنيات أصبحت البيئة المجهزة لاحتضان الأجنة وتجميدها في المختبر ذات كفاءة عالية،

وأصبحت نسب نجاح استخدام الأجنة المجمدة عالية ولا تختلف عن الأجنة المخصبة حديثاً.

تقنية تجميد الأجنة أصبحت حلاً مثالياً لحالات مرضية عديدة مثل النساء الأكثر عرضة للإصابة بفرط التبويض كعرض جانبي لتنشيط المبيض أثناء الاستعداد لعملية الحقن المجهري.

أيضاً التعرض لمشكلة فرط التبويض يتسبب في اختلال العديد من الهرمونات التي تؤثر بدورها على بطانة الرحم مما تقلل فرص انغراس الجنين في الرحم واكتمال الحمل.

5.    التحليل الجيني قبل الزرع واستبعاد الجينات الحاملة للأمراض (PGT-M)

هناك العديد من الأمراض الوراثية التي تُحمل على جينات معينة وقد تنتقل من الأب أو الأم إلى الجنين.

في حالة وجود تاريخ مرضي وانتقال مرض معين عبر الأجيال في العائلة، حينها قد يخشى الكثير من الأزواج إنجاب طفل يعاني من نفس المرض.

الفحص الجيني والتحليل الدقيق للجينات يستبعد الحيوانات المنوية أو البويضات التي تحمل الجين الحامل للمرض، ويضمن تكون جنين خالي من الأمراض الوراثية الخطيرة مثل:

  • مرض الثلاسيميا.
  • الهيموفيليا.
  • أنواع معينة من مرض الضمور العضلي الوراثي.
  • أنيميا الخلايا المنجلية.
  • متلازمة التليف الكيسي (Cystic fibrosis).

الخلاصة

الإنجاب هو حلم كل زوجين وقد يواجه الكثير من الأزواج مشكلة ضعف الإخصاب أو العقم، ومهما اختلفت الأسباب قدم العلم الكثير من التقنيات التي تساعد في حل مشكلة العقم وتحقيق الحلم والحصول على طفل سليم.

المراجع :