د.هلال ابوغوش | تشوهات المهبل الخلقية | افضل دكتور نسائية وتوليد في الاردن
تشوهات المهبل الخلقية

تشوهات المهبل الخلقية

تشوهات المهبل الخلقية

ما هي تشوهات المهبل الخلقية

لا تُعتبر التشوهات الخلقية في الجهاز التناسلي الأنثوي أمراً شائعاً، لكنها بكل تأكيد تعتبر أمراً معقداً.

قد تحدث بعض هذه التشوهات على حساب عضو واحد مثل تشوهات الرحم أو المهبل، وقد تشمل أكثر من عضو

واحد مثل التشوهات التي تحدث في الرحم وعنق الرحم والمهبل معاً، سيتم كشف بعض هذه التشوهات وتشخيصها عند الولادة

وفي مرحلة الطفولة الباكرة، لكن بعضها الآخر لن يسبب أي أعراض حتى الوصول إلى فترة البلوغ والمراهقة حيث تحدث اضطرابات في

الدورة الشهرية أو اضطرابات في الخصوبة والعقم، ويحتاج تشخيص هذه التشوهات وعلاجها إلى مركز طبي لديه خبرة

واسعة في التعامل مع هذه الحالات الصعبة والمعقدة. سيقتصر هذا المقال على التشوهات التي تصيب المهبل وأهمها:

الحاجز المهبلي الكامل أو المستعرض؟

الحاجز المهبلي المستعرض هو جدار أفقي من الأنسجة يتشكل أثناء التطور الجنيني مما يؤدي إلى حدوث انسداد في المهبل،

ويوجد ثقب صغير داخل الحاجز المهبلي عند نسبة كبيرة من النساء المصابات بالحاجز المهبلي المستعرض، مما يسمح بخروج دم الحيض

بشكلٍ طبيعي ومنتظم إلا أنّ الدورة الشهرية قد تستمر لفترة أطول من الدورة العادية،

وأثناء الفحص المهبلي قد نجد أنّ غشاء البكارة طبيعي ولكن

عند الدخول أكثر إلى المهبل سيجد الطبيب جداراً ليفياً من الأنسجة. يعيق هذا الحاجز إقامة علاقة زوجية طبيعية لذا غالباً ما تراجع المريضة طبيبها بشكوى صعوبة الجماع.

أما في الحالات التي يكون فيها الحاجز كاملاً دون وجود أي فتحة أو ثقب فيه،

فإن دم الطمث سيتراكم ويتجمع في الجزء العلوي

من المهبل أثناء الدورة الشهرية مسبباً حدوث ألم بطني في فترة الدورة الشهرية، لكن بالطبع لن ترى المريضة أي دم،

وستعتقد المريضة أو والدتها أن البلوغ قد تأخر.

من المرجح أن يتطلب الحاجز المهبلي المستعرض إجراءً جراحياً لاستئصال النسيج الليفي الموجود، ويجب أن يكون الطبيب الذي يجري

الجراحة على دراية بمخاطر حدوث مضاعفات الحاجز المهبلي المستعرض وأهمها حدوث التضيق بعد الجراحة، لذا من الشائع أن يطلب الطبيب من

المريضة استخدام موسع مهبلي لتجنب حدوث التندب أو التضيق حتى يحدث الشفاء الكامل،

وبمجرد حدوث ذلك تستطيع السيدة إقامة علاقات جنسية طبيعية، دون وجود أي آثار ضارة طويلة الأمد على الوظيفة الإنجابية والقدرة على الإنجاب.

 ما هو الحاجز المهبلي الطولاني؟

يُطلق على الحاجز المهبلي الطولاني أحياناً اسم المهبل المزدوج لأنّه يخلق تجويفين مهبليين يفصل بينهما جدار عمودي من الأنسجة الليفية،

ولكن قد تكون إحدى الفتحتين المهبليتين أصغر من الأخرى.

بالعودة إلى تشكل المهبل الطبيعي عند الجنين، فإن المهبل يبدأ بالتشكل على شكل قناتين،

تندمجان معاً لإنشاء تجويف مهبلي واحد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. لكن في بعض الأحيان لا يحدث هذا الأمر،

مما يؤدي إلى تشكل الحاجز المهبلي الطولاني. قد تكتشف بعض السيدات وجود هذه المشكلة أثناء الجماع، حيث يكون الجماع صعباً ومؤلماً وذلك كون المهبل

غير طبيعي وضيق أكثر من المهبل الطبيعي، وقد تكتشف بعضهن وجود

المشكلة أثناء استخدام السدادة القطنية، فعلى الرغم من إدخال السدادة القطنية بشكل جيد،

فقد يستمر تدفق الدم المهبلي وذلك لأن السيدة عملياً تمتلك مهبلين لذا فإن السدادة الموجودة في أحدهما غير قادرة على إيقاف النزف من الآخر.

قد لا يتطلب الحاجز المهبلي الطولاني أي علاج، ففي بعض الحالات تكون

الأعراض بسيطة وغير موجودة، لكن إذا سبب هذا التشوه أعراضاَ هامة فيمكن

إزالة الأنسجة الليفية الزائدة. بعد ذلك، ستعود الأمور طبيعية تماماً وسيغيب الألم أثناء العلاقة الزوجية لكن قد تلاحظ المريضة زيادة في تدفق دم الدورة الشهرية.

 ما هو انعدام وجود المهبل؟

انعدام وجود المهبل أو عدم تكون المهبل هو اضطراب نادر الحدوث، يحدث عادةً عندما لا يتطور المهبل في فترة الحياة داخل الرحم،

وقد يترافق في بعض الحالات مع عدم تطور الرحم أو تطور الرحم بشكل ناقص. غالباً ما تمر علامات وأعراض عدم تكون المهبل دون

أن يلاحظها أحد حتى تصل الفتيات إلى سن المراهقة، حيث تظهر علامات البلوغ المرتبطة بالهرمونات مثل نمو الأثداء ويأخذ الجسم شكلاً أنثوياً فتتراكم

بعض الدهون في منطقة الفخذين والوركين لكن لا تحدث الدورة الشهرية، وهذا ما يعرف بانقطاع الطمث البدئي (أي أن الطمث لا يحدث أبداً).

تكون الهرمونات طبيعية تماماً وعمل المبيضين جيد لذا فإن جسم الفتاة سيأخذ الطابع الأنثوي بشكلٍ واضح، وفي الواقع فإن

الطمث يحدث لكن الدم يتجمع ولا يتمكن من الخروج من الجسم لذا ستشعر الفتاة بتقلصات رحمية أو آلام في البطن.

عند إجراء الفحص النسائي للفتاة المصابة بهذه المشكلة سيتبين عدم وجود فتحة في المهبل،

ولتأكيد ذلك قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) الذي يظهر وجود الرحم والمبيضين ويساعد

على كشف عن وجود أي مشكلة على حساب هذه الأعضاء الداخلية، وفي بعض الأحيان

قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء رنين مغناطيسي للحوض والبطن للحصول على صورة مفصلة للجهاز التناسلي والكليتين.

وغالباً ما يتم علاج هذه المشكلة في أواخر سن المراهقة أو في بداية العشرينات، وكخطوة أولى في العلاج من المحتمل أن يوصي الطبيب بالتوسيع،

حيث قد يسمح استخدام الموسعات بالحصول على مهبل طبيعي بدون اللجوء إلى الجراحة. لكن في بعض الحالات قد تكون الجراحة هي السبيل الوحيد لتشكيل مهبل طبيعي.

المراجع: