د.هلال ابوغوش | انخفاض عدد النطاف | افضل طبيب نسائية وتوليد في الأردن
انخفاض عدد النطاف

انخفاض عدد النطاف

لمحة عامة عن انخفاض عدد النطاف

انخفاض عدد النطاف يعني أن السائل المنوي الذي يقذفه الرجل أثناء العلاقة الزوجية يحتوي على نطاف أقل من العدد الطبيعي،

وهذا سيؤثر كثيراً على فرص الحمل، لكن هذا لا يعني أن الرجل مصاب بعقمٍ كامل ففي الكثير من الحالات قد يحدث الحمل بشكلٍ طبيعي

حتى لو كان عدد النطاف قليلاً. فما هو عدد النطاف الطبيعي، ولماذا يكون تعدادها منخفضاً، وما هي الحلول المتاحة لعلاج نقص الخصوبة الناجم عن نقص النطاف؟

متى يكون السائل المنوي طبيعياً؟

يوجد العديد من المعايير المخبرية التي تحكم على جودة السائل المنوي، ويعتبر عدد النطاف وحركتها من أهم هذه المعايير.

فمثلاً يحتوي سائل القذف الطبيعي على ملايين النطاف يتراوح عددها بين 15 وحتى 200 مليون نطفة لكل مللتر واحد.

لكن لأسباب متعددة يتناقص عددها تدريجياً، فيضل بعضها الطريق ويموت بعضها الآخر أو يتحرك باتجاهات خاطئة،

ولا يتمكن من الوصول إلى البويضة الموجودة في قناة فالوب إلا بضع مئات.

على الرغم من أن حدوث الحمل يتطلب نطفة واحدة فقط، لكن كلما كان عدد النطاف أقل كان احتمال أن تصل واحدة منها إلى

مكان تواجد البويضة وتتمكن من إخصابها أقل أيضاً. وهذا ما يفسر كون الرجل المصاب بنقص في النطاف سيعاني من نقص في الخصوبة وقد يتأخر حدوث الحمل عند زوجته، لكن بالرغم من ذلك فإن حدوث الحمل ليس مستحيلاً.

كيف يحدث إنتاج النطاف؟

إنتاج النطاف هي عملية معقدة وتتطلب وظيفة طبيعية للخصيتين وكذلك الوطاء (وهو الجزء الذي يصل بين الدماغ والغدد التي تفرز الهرمونات)

والغدد النخامية التي تنتج الهرمونات التي تحفز إنتاج النطاف. وبعد أن تقوم الخصيتان بإنتاج النطاف سيتم نقلها عبر أنابيب دقيقة إلى

أن تختلط مع السائل المنوي وتقذف إلى الخارج، ومن الممكن أن يؤثر وجود مشاكل في أي من هذه الأعضاء على إنتاج النطاف

. يمكن للعديد من العوامل التي تؤثر على إنتاج النطاف أن تؤثر أيضاً على شكلها وحيويتها وحركتها، وكل ذلك عوامل مسببة لحدوث نقص الخصوبة.

ما أسباب انخفاض عدد النطاف؟

يمكن أن يحدث انخفاض عدد النطاف بسبب إصابة الخلايا التي تنتجها في الخصيتين وتلفها، أو بسبب اضطراب الهرمونات

التي تشرف على هذه الخلايا وتنظم عملها، وقد يكون الإنتاج طبيعياً لكن الطرق الناقلة للنطاف مسدودة لأي سببٍ كان فيتعذر وصول النطاف إلى سائل القذف. وأهم الأسباب:

انخفاض النطاف بسبب مضاعفات لمرض آخر:

يمكن أن يحدث انخفاض النطاف تالياً للإصابة بعدد من الأمراض والمشاكل الصحية وقد يحدث أحياناً كنتيجة لبعض أنواع العلاجات الطبية، ومن الأسباب الطبية الأخرى لانخفاض عدد النطاف نذكر ما يلي:

دوالي الخصية:

وتعتبر أشيع سبب لحدوث نقص النطاف وبالتالي نقص الخصوبة عند الذكور، وهي عبارة عن تورم واحتقان في الأوردة التي تغذي الخصية.

وعلى الرغم من أن الارتباط بين الدوالي والعقم غير محدد بشكلٍ دقيق، إلا أنه قد يكون مرتبطاً بتنظيم درجة حرارة الخصية غير الطبيعي

فمن المعروف أن النطاف تفضل الحرارة المنخفضة نسبياً وهذه هو السبب وراء هجرتها من جوف البطن

إلى كيس الصفن، لذا فإن تدفق الدم العالي ضمن الدوالي سيرفع حرارة كيس الصفن مما يؤذي الخصيتين.

عدم نزول الخصيتين أو ما يُسمى بالخصية الهاجرة:

بشكل طبيعي تكون الخصيتان داخل جوف البطن عند الجنين، وتنزلان في نهاية الحمل إلى كيس الصفن. لكن في بعض الحالات

قد تفشل إحدى الخصيتين أو كلتيهما في النزول من البطن إلى كيس الصفن مما يؤدي لانخفاض الخصوبة.

الإنتان:

بعض الإنتانات يمكن أن تتداخل مع إنتاج النطاف أو تؤثر على صحتها، وقد يسبب بعضها حدوث ندبة تمنع مرور النطاف

وتشمل التهاب البربخ أو الخصيتين وبعض الأمراض المنقولة بالجنس. يمكن أن تؤدي بعض الأمراض

الالتهابية أيضاً لحدوث التهاب في الخصيتين والبربخ وأشهر هذه الأمراض النكاف (أو ما يسمى بأبو دغيم).

اضطرابات في القذف:

يمكن أن تسبب ظروف صحية مختلفة القذف الارتجاعي حيث تتشكل النطاف بشكلٍ طبيعي تماماً لكن السائل المنوي يدخل إلى المثانة

بدلاً من الخروج من طرف القضيب، أو اضطرابات الانتصاب والقذف والتي تحدث بشكلٍ شائع في سياق الإصابة بمرض السكري أو إصابات العمود

الفقري أو بعد إجراء جراحة على المثانة أو البروستات أو الاحليل، كما من الممكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى حدوث اضطرابات في القذف.

مهاجمة الأجسام المضادة للنطاف:

حيث تتعرف خلايا من الجهاز المناعي على النطاف كأجسام ضارة وتحاول تدميرها.

الأورام:

يمكن أن تؤثر السرطانات والأورام التي تصيب الأعضاء التناسلية الذكرية مباشرةً أو تصيب الغدد التي تطلق الهرمونات المرتبطة بالتكاثر

مثل الغدة النخامية على الوظيفة الذكرية بشكلٍ عام وتعداد النطاف بشكلٍ خاص، كما يمكن أن تؤثر الجراحة أو العلاج الشعاعي أو الكيميائي لعلاج الأورام على خصوبة الذكور.

أسباب طبية أخرى: اضطرابات في الهرمونات، اضطراب في الأنابيب التي تنقل النطاف، عيوب في الكروموسومات، بعض الأدوية وإجراء جراحات سابقة.

الأسباب البيئية:

يمكن أن يتأثر إنتاج النطاف أو وظيفتها بالتعرض المفرط لعناصر بيئية معينة بما في ذلك بعض المواد الكيميائية الصناعية مثل مبيدات الحشرات ومبيدات

الأعشاب ومواد الطلاء والتعرض للمعادن الثقيلة كالرصاص، كما يمكن التعرض للإشعاع أن يقلل من إنتاج النطاف وقد يستغرق الأمر عدة سنوات حتى

يعود الإنتاج طبيعياً. كما تُضعف درجات الحرارة المرتفعة من إنتاج النطاف ووظيفتها، فالاستخدام المتكرر للحمام البخاري أو الأحواض الساخنة قد يضعف مؤقتاً عدد النطاف.

أسباب متعلقة بالصحة ونمط الحياة وأسباب أخرى:

من الأسباب الأخرى لانخفاض عدد النطاف تناول المنشطات لتحفيز قوة العضلات واستعمال الكوكائين أو الماريجوانا، كما أن شرب الكحول

يمكن أن يقلل من مستويات التستوستيرون ويؤدي إلى انخفاض عدد النطاف، البدانة هي سببٌ آخر لانخفاض

تعداد النطاف وبالتالي نقص الخصوبة. كما يمكن للتدخين والاكتئاب والتوتر العاطفي أن تؤثر على الخصوبة وتُنقص عدد النطاف.

ما الأعراض التي قد يعاني منها المريض؟

العلامة الوحيدة لانخفاض عدد النطاف هي عدم قدرة الزوجة على الحمل بطفل، وهو ما يدعى طبياً بالعقم. والعقم هو

عدم حدوث الحمل بعد العلاقة الزوجية المنتظمة والمستمرة لمدة عامٍ كامل دون اتخاذ أي وسيلة من وسائل منع الحمل.

لكن في العديد من الحالات قد يعاني المريض من أعراض مختلفة، وتتعلق هذه الأعراض بالسبب الذي أدى لنقص النطاف.

فمثلاً إذا كان سبب نقص النطاف اضطراباً في الهرمونات فسيعاني المريض من مشاكل بالوظيفة الجنسية مثل صعوبة حدوث الانتصاب

أو صعوبة الحفاظ عليه (ضعف الانتصاب)، وقد يعاني من انخفاض أو تناقص في شعر الجسم أو الوجه أو أي عرضٍ آخر من أعراض المشاكل الهرمونية.

أما إذا كان السبب هو التهاب الخصية فقد يشكو المريض من ألم أو تورم أو احمرار في منطقة الخصية، لكن بعد العلاج ستزول أعراض التهاب الخصية وقد تبقى النطاف منخفضة التعداد.

كيف يتم تشخيص انخفاض عدد النطاف؟

قد يكون تحليل السائل المنوي من أول التحاليل التي يطلبها الطبيب لتقييم سبب العقم، فتحليل السائل المنوي سيظهر تعداد النطاف

وحركتها وحيويتها بشكلٍ واضح، فإذا تبين أي خلل في السائل المنوي للزوج سيقوم الطبيب بطلب تحاليل أخرى لإجراء تقييم أدق للحالة.

يتم فحص السائل المنوي تحت المجهر وتقييم عدد النطاف وحركتها وهما العاملان الأساسيان في تحديد جودة السائل أو نقص الخصوبة.

ويمكن الحصول على عينات السائل المنوي بطرقٍ مختلفة، حيث يمكن أن يطلب الطبيب وضع العينة عن

طريق الاستمناء والقذف في المركز الطبي مباشرةً، كما يمكن أخذ العينة في المنزل بشرط ضمان وصولها إلى المخبر بسرعة.

تتراوح الكثافة الطبيعية للنطاف من 15 مليون إلى أكثر من 200 مليون نطفة لكل ميليلتر من السائل المنوي،

ويعتبر عدد النطاف منخفضاً إذا كان أقل من 15 مليون نطفة في الميليلتر أو أقل من 39 مليون نطفة لكل قذف.

ما هي الحلول عند انخفاض عدد النطاف؟

إذا تم تشخيص انخفاض في عدد النطاف، فهناك عدة خيارات متاحة للإخصاب والحمل وذلك بحسب نتائج التحاليل. فعندما

يكون تعداد النطاف منخفضاً بشكلٍ بسيط سينصح الطبيب بالانتظار وممارسة العلاقة الزوجية كل يومين أو ثلاثة أيام،

وبالطبع سيترافق ذلك بمجموعة من التوصيات مثل التقليل من استهلاك الكحول والتوقف عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام مع

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وتناول بعض الفيتامينات والمقويات، أما إذا كان المريض يعاني من

مشكلة هرمونية فسيتم اللجوء للأدوية الهرمونية لتحفيز الخصيتين على إنتاج المزيد من النطاف.

لكن إذا كان تعداد النطاف منخفضاً بشدة، فقد يلجأ الطبيب لتقنيات طفل الأنبوب، ففي هذه التقنيات يحتاج

الإخصاب لعدد قليل من النطاف ليتم التخصيب بها. فخلال طفل الأنبوب يتم إزالة بويضة من مبيضي الزوجة وتخصيبها بالنطاف في المختبر،

ثم يتم إرجاع البويضة المخصبة إلى رحم السيدة لتنمو وتطور، وبالتالي لن يشكل عدد النطاف عند الزوج أي مشكلة. كما يمكن اللجوء لتقنية أخرى أكثر تطوراً وهي حقن النطاف داخل الهيولى

(ICSI) حيث يتم حقن نطفة واحدة مباشرةً في البويضة لتخصيبها ثم يتم نقل البويضة المخصبة إلى رحم السيدة، وهنا لا يحتاج التخصيب إلا لنطفة واحدة ذات حيوية جيدة.

كيف يتم الحصول على النطاف؟

يتم أخذ عينة من سائل القذف، ومن ثم غسلها في المخبر بطرقٍ خاصة لزيادة تركيزها واستخدامها في تقنيات طفل الأنبوب، لكن في

بعض الحالات قد يكون تعداد النطاف قليلاً جداً أو معدوماً وعندها سيلجأ الطبيب لإجراء خزعة الخصية. يتضمن هذا الاختبار إزالة عينات من الخصية باستخدام إبرة، ويمكن القيام بأحد الخيارين التاليين:

خزعة الخصية عن طريق السحب (TESA) حيث يتم إدخال إبرة رفيعة وسحب بعض محتويات الخصية والبحث عن نطاف فيها.

تفتيش الخصية (TESE) أو خزعة الخصية تحت الجراحة حيث يتم إحداث شقوق في الخصية تحت التخدير وأخذ عينات والبحث عن وجود النطاف.

تستخدم هذه الطرق في حالاتٍ محددة، ويتم استخدام النطاف الناتجة في تقنيات طفل الأنبوب أو تجميدها لاستخدامها لاحقاً.

المراجع: