د.هلال ابوغوش | أثر البيئة الرحمية في تكوين الأجنة | أطفال أنابيب في الاردن
أثر البيئة الرحمية في تكوين الأجنة

أثر البيئة الرحمية في تكوين الأجنة

ما هو أثر البيئة الرحمية في تكوين الأجنة؟

يحيا الجنين في الرحم لمدة تسعة شهور، وخلال رحلته هذه ينمو ويتطور ليصبح قادراً على الحياة خارج الرحم

خلال هذه الفترة تحدث الكثير من التفاعلات بين الأم والجنين

، فهرمونات الحمل ووجود الجنين ونموه سيؤثران بالتأكيد على صحة الأم وبالمقابل

فإن الجنين يحتاج للأكسجين والمغذيات لتتشكل أعضاؤه وتنمو وتتطور بشكلٍ سليم

كيف يتم التفاعل بين الجنين والمشيمة والأم؟

تتفاعل الأم والمشيمة والجنين معاً أثناء الحمل وذلك لضمان نمو الجنين بشكلٍ سليم

حيث تقوم المشيمة بنقل المواد الغذائية والفضلات بين الأم والجنين

وتحافظ المشيمة على توازن الهرمونات حيث تفرز العديد من الهرمونات الضرورية لصحة وسلامة الحمل

كما تعمل المشيمة كحاجز يمنع مرور المواد الضارة والبكتيريا من الأم إلى الجنين

وبالتالي فإن أي اضطراب في عمل المشيمة سيؤدي لمشاكل في نمو الجنين وقد تظهر

هذه النتائج السلبية على شكل اضطرابات وأمراض مختلفة عند الوليد

هذا التفاعل بين الأم وجنينها هو تفاعلٌ بالغ التعقيد وما زالت معرفتنا عن هذا التفاعل تفتقر للكثير من المعلومات والدقة

لكن بكل تأكيد فإن أي نقص أو اضطراب في البيئة التي يحيا فيها الجنين أي في الرحم سينعكس سلباً على تطوره

فما هي البيئة الرحمية، وما هي أهم العوامل المؤثرة في نمو الجنين؟

ما العوامل التي تؤثر على تكوين ونمو الجنين في البيئة الرحمية؟

هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في نمو الجنين بشكلٍ صحي وسليم، ومنها:

الحالة النفسية للأم:

إن انفعال الأم الحامل وعدم استقرار حالتها النفسية يؤثران على سلامة الجنين ونموه

ويستمر هذا التأثير بعد الولادة حيث يميل هؤلاء الأطفال للحركة الزائدة ونقص الاستقرار ويعانون من اضطرابات في النوم وفي التغذية

هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في حالة الأم النفسية ومنها تعرضها لأزمات سواء أزمات عائلية أو مشاكل في العمل

وحالتها النفسية العامة ورضاها عن حياتها وشعورها بالسعادة أو الحزن، ومدى رغبتها في إنجاب طفل

فرغبة الأم بإنجاب طفل تلعب دوراً هاماً في استعداد الرحم ليكون بيئة مناسبة لتأمين الغذاء والأوكسجين للجنين

أما في حال عدم رغبة الأم في أن تُنجب طفلاً فإن الرحم سيكون غير مستقر بشكلٍ كافٍ مما ينعكس على استقرار الجنين

الحالة الجسدية للأم:

تلعب المشيمة دوراً كبيراً في نمو الجنين وحمايته إلا أنها قد تسمح أحياناً بانتقال

بعض الجراثيم والمواد الضارة من دم الأم إلى دم جنينها كالحصبة الألمانية والانتان المختلفة (مثل التوكسوبلازما)

مما يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية عند الجنين. تعتمد خطورة إصابة الجنين على وقت حدوث الإصابة

، فخطورة حدوث التشوهات تزداد في الأشهر الثلاثة الأولى (الثلث الأول من الحمل)، وتقل الخطورة مع تقدم أشهر الحمل.

تناول الأم للأدوية أثناء الحمل وتعرضها للأشعة:

تناول بعض الأدوية من قبل الحامل مثل بعض أنواع المضادات الحيوية وأدوية الصرع وبعض الأدوية المستخدمة في علاج السرطان

قد تسبب تشوهات في تشكل أعضاء الجنين وخاصةً خلال الأشهر الأولى من الحمل، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء

كما أن تعرض الأم الحامل لكمياتٍ كبيرة من الأشعة يؤدي إلى حدوث تخلف عقلي عند

الطفل وصغر في حجم الرأس لديه، وفي بعض الحالات قد يموت الجنين أو يتم إجهاضه

التدخين وتناول المشروبات الكحولية من قبل الأم:

يؤثر التدخين سلباً على نمو الجنين مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات أثناء الحمل وولادة الجنين بشكلٍ مبكر

فيولد الجنين صغيراً وناقص الوزن. أما الكحول فهو أكثر خطورة بكثير حيث يمكن أن يؤدي إلى موت الجنين داخل الرحم

أو زيادة في معدل التشوهات القلبية وتشوهات المفاصل والوجه والرأس لدى الجنين ونقص في معدل ذكاؤه

عمر السيدة الحامل وعملها:

تعتبر العشرينات هي الفترة الأفضل للحمل، حيث يترافق الحمل بأعمار متقدمة

بزيادة معدل الإصابة بنقص النمو أو الأمراض الكروموسومية مثل

متلازمة داون وغيرها كما يزداد احتمال حدوث المضاعفات عند الأم مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكري الحمل، أما قبل العشرين فتكون

السيدات غير ناضجات جسدياً مما يعرضهن للإصابة بمشاكل الحمل وغير ناضجات نفسياً وغير مستعدات للحمل وتحمل المسؤولية

عامل RH (المسؤول عن زمرة الدم الموجبة):

في الماضي كان عامل الريزوس مشكلةً حقيقية عند الأمهات، فإذا كانت الام سلبية الريزوس والجنين إيجابي الريزوس سيؤدي ذلك لظهور مشاكل

عديدة عند الطفل منها انحلال الدم وحدوث إجهاض مبكر أو ولادة الطفل بمعدل ذكاء منخفض أو أصم

وقد يتوفى الجنين في بعض الحالات، لذا يجب أن تأخذ الام حقنة خاصة بعد الولادة وذلك لضمان سلامة الحمل القادم

غذاء الأم الحامل:

تعتبر التغذية ونمط الحياة من أهم العوامل المؤثرة على نمو الجنين، فسوء تغذية الأم ونقص بعض الفيتامينات في غذائها سينعكس سلباً

على نمو جنينها وسلامته بعد الولادة كما سيؤدي لنقص في عدد الخلايا الدماغية مما يؤثر على سلامة الدماغ وذكاء الجنين.

المراجع: