د.هلال ابوغوش | التوائم غير المتطابقة | افضل استشاري أطفال أنابيب في الاردن
التوائم غير المتطابقة

التوائم غير المتطابقة

لمحة عامة عن التوائم غير المتطابقة

بشكلٍ عام تتطلق المرأة بويضة واحدة من أحد المبيضين في منتصف كل دورة شهرية منذ البلوغ وحتى سن انقطاع الطمث

وتُدعى هذه العملية بالإباضة. بينما تمر شهور عديدة دون حدوث الإباضة مثل شهور الحمل

وقد تضطرب الإباضة في الأشهر الأولى بعد البلوغ أو عندما يتقدم العمر بالسيدة أو في فترات الإرضاع

فتمر أشهر دون أن يطلق المبيض بويضة واحدة، وقد يطلق أكثر من بويضة في شهرٍ واحد، ووجود أكثر من بويضة هو ما سيؤدي لحدوث الحمل بتوأم غير متطابق.

كيف يحدث الحمل بتوأم غير متطابق؟

في حالاتٍ معينة يطلق المبيضان أكثر من بويضة ويحدث ذلك لأسباب متعددة مثل تقدم العمر أو تناول الأدوية التي تحرض الإباضة مثلاً

وكما هو معروف يوجد في سائل القذف ملايين النطاف وتتمكن بضع مئات منها من الوصول إلى قناة فالوب حيث توجد البيوض الجاهزة للإخصاب.

عندما يتم تخصيب أكثر من بويضة في نفس الشهر فهذا سيؤدي بالطبع لتشكل أكثر من جنين،

وهذه الأجنة مختلفة تماماً فهي تحمل جيناتٍ مختلفة آتية من بويضاتٍ ونطاف مختلفة، بحيث يكون التوأمان متشابهين كما يتشابه أي أخوين، وقد يكونان من جنسين مختلفين أحياناً.

هل يوجد أحداث غير عادية عند الحمل بالتوأم؟

تنتهي معظم حالات الحمل بتوأم بولادة طفلين سليمين، ولكن في بعض الأحيان تحدث أحداث غير

عادية أثناء الإخصاب أو في المرحلة المبكرة من الحمل بالتوأم مما يؤدي لحدوث مشاكل غير مرغوبة،

فمثلاً يمكن أن ينجح أحد الأجنة في رحلته إلى جوف الرحم وينغرس في باطن الرحم بشكلٍ طبيعي، بينما يفشل الجنين الآخر ويبقى في

قناة فالوب وينغرس فيها وهذا ما يُسمى بالحمل الهاجر. تجدر الإشارة إلى أنه يجب التخلص من الحمل الهاجر لأن استمراره سيهدد سلامة الأم، بينما يتم إنقاذ الجنين الموجود في الرحم في معظم الحالات.

ما هي المخاطر الطبية خلال الحمل بتوائم؟

لا يُعتبر الحمل حالةً مرضية، بل هو فترة طبيعية في حياة السيدات. لكن في بعض الحالات يكون الحمل محفوفاً

بالمخاطر مما يستدعي مراقبة الأم الحامل بشكلٍ لصيق وتكثيف الزيارات لكشف أي مشكلة وعلاجها باكراً ما أمكن،

ويرتبط بعض هذه الحالات بعمر الأم أو بوجود مشكلة مرضية سابقة قد تؤثر على سير الحمل وسلامته، كما أن الحمل بتوأم

هو واحد من هذه الحالات. فالحمل بتوأم يزيد إلى حدٍ كبير من خطورة الحمل ومشاكله، فيمكن أن يرتفع ضغط الدم عند الأم وقد

يتطور ضغط الدم المرتفع ليسبب مشاكل في الكلى ويؤثر على نمو الجنين وقد يسبب أحياناً تسمم الحمل وهو حالة خطيرة ومهددة للحياة،

كما يزداد احتمال ارتفاع سكر الدم في حالات الحمل بتوأم وارتفاع السكر سيؤثر سلباً على الأم والجنين.

تكون المسافات ضمن الرحم ضيقة وذلك لوجود جنينين اثنين بدلاً من جنين واحد، مما قد يدفع المشيمة للتكون في

القطعة السفلية من الرحم أو قريباً من عنق الرحم، كما يزيد احتمال الحمل بتوأم من احتمال انفكاك المشيمة باكراً وهذا سيؤدي لنقص كمية الدم الواصلة إلى الجنين وأذيته.

من جهةٍ أخرى ينمو الرحم كثيراً ويتمدد مما يفقده مرونته الطبيعية، لذا لا يتمكن الرحم من

الانقباض بشكلٍ سوي بعد الولادة وهذا أمرٌ خطير لأنه يترافق بنزفِ غزير قد يهدد حياة الأم. أما بالنسبة للجنين،

فتكون الأجنة أصغر حجماً وقد تولد الأجنة باكراً مما يعرضها لمشاكل الخداج الكثيرة.

ما هي أسباب الحمل بتوأم غير متطابق؟

لا أحد يعرف سبب التوائم غير المتطابقة، فعلى الرغم من أن التوائم غير المتطابقة تولد في جميع أنحاء العالم

إلا أنها أكثر شيوعاً عند بعض المجموعات العرقية، كما أن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمال حدوثها:

العوامل الوراثية: ترتبط التوائم غير المتطابقة بالوراثة من جهة الأم.

الحمل بتوأم سابقاً، حيث يبدو أن بعض السيدات لديهن ميل لإطلاق بويضات متعددة في الدورة الواحدة.

يزداد احتمال الحمل بتوأم غير متطابق إذا لم تكن الإباضة منتظمة، فاضطرابات الإباضة ستزيد من احتمال إطلاق أكثر من بويضة مثل الحمل أثناء الإرضاع أو الحمل بعمر متقدم نسبياً.

استعمال السيدة للأدوية التي تحرض الإباضة سواء كانت هذه الأدوية فموية، أو حقن عضلية.

حدوث الحمل بعد معالجة العقم بتقنيات طفل الأنبوب.

ما هو الوقت المناسب لحدوث الولادة؟

بشكلٍ عام لا يفضل الأطباء الانتظار حتى نهاية الحمل، وينصحون بالولادة بين الأسبوع 37 و38،

ففي هذه الفترة تكون الأجنة ناضجةً كفاية لتتمكن من الحياة خارج الرحم دون مشاكل تذكر. وعلى الرغم من

أن الولادة الطبيعية ممكنة، لكن العديد من الأطباء يفضلون اللجوء للولادة القيصرية في حالات الحمل بتوأم.

من الهام أن نؤكد أن الحمل بتوأم هو حملٌ عالي الخطورة، لذا يجب اللجوء لأطباء ذوي خبرة وكفاءة والالتزام بكل توصياتهم ومراجعة الطبيب بحسب جدول الزيارات الروتينية ومراقبة الحمل بشكلٍ لصيق لتجنب حدوث أي مضاعفات وعلاجها باكراً ما أمكن ذلك.

المراجع: