د.هلال ابوغوش | تطور الجنس أثناء الحمل | افضل اخصائي طفل انابيب في الاردن
تطور الجنس أثناء الحمل

تطور الجنس أثناء الحمل

لمحة عامة عن تطور الجنس أثناء الحمل

يتحدد الجنس لحظة الإلقاح لكنه يتطور ببطء وعلى مدى عدة أسابيع أو حتى أشهر

لذا لا يتمكن الأطباء من معرفة جنس الجنين إلا بعد فترة وذلك بواسطة التصوير بالألتراساوند.

فمتى يتم تحديد جنس الطفل وكيف يتطور الجنس أثناء الحمل؟

كيف يتم تحديد جنس الطفل؟

عند البشر تحتوي كل بويضة يطلقها المبيض عند الأم على 23 كروموسوم أحدها هو الكروموسوم X

(كروموسوم مؤنث)، بينما يختلف محتوى النطاف فعلى الرغم من أن جميعها يحمل 23 كروموسوماً لكن محتواها مختلف،

فنصفها يحمل الكروموسوم المؤنث X بينما يحمل نصفها الآخر الكروموسوم Y.

عند حدوث الإخصاب أو الإلقاح تلتقي البويضة بواحدة من هذه النطاف وتتشكل البويضة المخصبة والتي

تحتوي على مجموعة كاملة من الكروموسومات (46 كروموسوماً) من بينها يوجد كروموسومان اثنان جنسيان، أحدهما X قادم من البويضة

لكن الثاني القادم من النطفة هو الذي سيحدد جنس الجنين.

فإذا كانت البويضة المخصبة تحتوي على الكروموسومات الجنسية XY فستعطي جنيناً مذكراً،

أما إذا احتوت على الكروموسومات الجنسية XX فستعطي جنيناً مؤنثاً.

وبالتالي يتحدد الجنس الوراثي للجنين في وقت الإلقاح (الإخصاب)

والمسؤول عن تحديده هو نوع النطفة، لذا يعتمد الأطباء على اختيار النطفة (غربلة النطاف) في تقنيات تحديد الجنس.

كيف يحدث تطور الأعضاء الجنسية للجنين أثناء الحمل؟

يحتوي كل جنين على بُنى مبهمة قادرة على التحول إلى أعضاء تناسلية ذكرية أو أنثوية

بناءً على عوامل وراثية (الكروموسومات) وعوامل هرمونية (وجود أو غياب الهرمونات الذكرية).

تطور الأعضاء التناسلية الخارجية:

في كلا الجنسين، وخلال الأسبوع الرابع من الحمل تتطور حدبة صغيرة تسمى الحدبة التناسلية، وتحت تأثير الكروموسوم Y تقوم الخصيتان بإفراز هرمونات ذكرية (هرمونات أندروجينية) مما يجعل هذه الحدبة تنمو وتكبر وتتحول إلى قضيب.

ولكن بغياب الكروموسوم Y لا يوجد هرمونات ذكرية، لذا لا تنمو هذه الحدبة وتبقى صغيرة وتتطور لتشكل الأعضاء التناسلية الأنثوية.

وعلى الرغم من أن تحديد الجنس قد تم في لحظة الإخصاب إلا أن نمو وتطور هذه الحدبة يحتاج إلى وقت،

لذا لا يمكن تمييز الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل كامل حتى حوالي الأسبوع الثاني عشر من نمو الجنين داخل الرحم.

تطور المبيضين والخصيتين:

في الأسابيع الأولى من تشكل الجنين

تتشكل ما تسمى بالغدد التناسلية وهي الأعضاء التي ستتطور إلى خصيتين ينتجان النطاف أو مبيضين ينتجان البيوض.

وهنا مجدداً ستلعب الكروموسومات دورها الهام في تطوير هذه الغدد، فستقوم الجينات الموجودة على الكروموسوم

(Y) بتوجيه الغدد التناسلية الجنينية إلى التطور لخصيتين. لاحقاً تنزل الخصيتان بتأثير الهرمونات الذكرية من البطن إلى

كيس الصفن لتستقر فيه قبل حدوث الولادة، ويتم ذلك في حوالي الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل أو بعد ذلك بقليل.

بينما تحتاج الطفلة الأنثى لوجود نسختين من الكروموسوم X لتتطور الغدد إلى مبيض ولا تكفي نسخة واحدة،

وهذا ما يفسر أنه وعلى الرغم من أن الكروموسوم X عند الذكور موجود إلا أنه معطل ولا يمكنه دفع الغدد التناسلية للتطور إلى مبيض.

ما هي اضطرابات الجنس التي يمكن أن تحدث؟

تطور الأعضاء الجنسية هي عملية معقدة جداً وتخضع للكثير من العوامل التي تنظم هذا التطور وتضبطه، لذا فإن الأمراض

والاضطرابات الناتجة عنه هي اضطرابات معقدة أيضاً، وتحدث عندما تكون الصيغة الوراثية للطفل غير متوافقة مع الهرمونات أو مع المظهر الخارجي.

تتراوح شدة هذه الاضطرابات من مشاكل خفيفة مثل انفتاح فوهة الإحليل في القضيب بشكلٍ خاطئ مما يعيق عملية التبول والجماع بعد البلوغ في بعض الحالات،

وبين الحالات الشديدة والتي تؤدي لحدوث ما يعرف بالخنوثة (وهي عدم وضوح الأعضاء التناسلية). تحتاج حالات الخنوثة إلى تدابير معقدة وطويلة وصعبة، كما تحتاج لإشراف فريق ذو خبرة طويلة من أطباء الأطفال وأطباء الغدد والشعاعيين والمخبريين والمعالجين النفسيين.

كيف يمكن كشف جنس الجنين؟

عادةً ما يلجأ الأهل للطريقة التقليدية وذلك بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية، حيث يمكن للطبيب أن يحدد الجنس في بداية الشهر الرابع

عادةً وقد يتأخر ذلك قليلاً بحسب وضعية الطفل واتجاه ظهره، حيث يمكن أن يحجب الظهر رؤية الأعضاء التناسلية أحياناً. ومن الطبيعي أن الأخطاء تحدث أحياناً، فقد يتوقع

الطبيب طفلة أنثى ليكتشف بعد فترة أنها ذكر وأن الصورة الأولى غير واضحة تماماً، لكن بشكلٍ عام أدى التطور الكبير في أجهزة التصوير بالأمواج فوق الصوتية الذي حدث في العقود الأخيرة إلى انخفاض كبير في نسبة هذه الأخطاء.

يمكن أيضاً كشف جنس الجنين عند إجراء فحوصات سلامة الجنين (NIPT)، وهناك فحوصات أخرى أكثر تعقيداً تعتمد على تحليل المادة الوراثية مثل خزعة الزغابات الأمنيوسية لكن لا يتم اللجوء لهذه الطرق لأنها صعبة ومعقدة ومكلفة

ولأن جنس الجنين يمكن كشفه بوسائل أخرى أقل كلفة وتعقيداً ويبقى اللجوء لهذه الفحوصات خياراً كشف الأمراض الوراثية عند الشك بوجودها.

كيف يمكن أن يتدخل الطبيب في تحديد الجنس؟

هناك عشرات الطرق القديمة التي كان الناس يلجؤون إليها لتحديد الجنس ومنها توقيت الإباضة ونوع الطعام الذي تتناوله الأم والحساب الصيني وغير ذلك لكن لم تثبت أي طريقة من

هذه الطرق فاعليتها. اليوم ومع تطور العلم والتقنيات الحديثة أصبح الأطباء يلجؤون لطرقٍ أخرى أكثر دقة وفعالية مثل غربلة النطاف لاختيار النطفة المناسبة وحقن البويضة بها،

أو إجراء التحاليل الوراثية لكشف جنس الجنين قبل إعادته للرحم أثناء القيام بتقنيات طفل الأنبوب، وكل هذه الطرق حديثة ومعقدة وتحتاج لخبراتٍ واسعة وتقنيات مخبرية متطورة.

المراجع: