د.هلال ابوغوش | الرحم والمشيمة | اخصائي نسائية وتوليد الأردن
الرحم والمشيمة

الرحم والمشيمة

لمحة عامة عن الرحم والمشيمة

الرحم هو أحد أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي يوجد ضمن تجويف عظام الحوض مما يحميه من حدوث الرضوض والصدمات،

وتبرز أهمية الرحم خصوصاً عند الولادة حيث يحتوي الجنين والمشيمة والسائل الأمنيوسي المحيط بالجنين،

وهذا يعني أن الرحم يتوسع ليبلغ أضعاف حجمه قبل الحمل، أي أنه يتوسع تدريجياً ويبرز باتجاه البطن ثم ينمو ليصل إلى الجزء العلوي من البطن.

ما هو شكل وحجم الرحم؟

الرحم هو عضو عضلي مجوف سميك الجدران له شكل وحجم الإجاصة لكن بشكلٍ مقلوب،

يبلغ طوله سبعة سنتيمترات ويزن 30 غراماً عند فتاة غير حامل وبالطبع يزداد وزنه وحجمه بشكلٍ كبير في فترة الحمل.

قبل الحمل يعتبر الرحم ممراً للنطاف حيث تدخل من المهبل أثناء العلاقة الزوجية وتتجه عبر عنق الرحم إلى الرحم ثم إلى قناتي فالوب حيث تلتقي بالبويضة وهناك يحدث الإخصاب،

بعد الإخصاب تعود البويضة الملقحة إلى الرحم وتصل إليه بعد أن تنقسم إلى مجموعة من الخلايا مشكلةً كتلة صغيرة من الخلايا لتنزرع في بطانة الرحم،

أما أثناء الحمل فتكمن وظيفة الرحم الرئيسية في احتواء الجنين وتأمين المسكن المناسب والدافئ والآمن له، وتغذيته حتى لحظة الولادة.

مم يتكون الرحم تشريحياً؟

ينقسم الرحم إلى قسمين رئيسيين هما جسم الرحم وعنقه. يعتبر جسم الرحم الجزء الأكبر من الرحم ويقع في الأعلى،

بينما يشبه عنق الرحم أنبوباً صغيراً ضيقاً يصل الرحم بالمهبل، ويقع الرحم في الحوض بين المثانة والمستقيم ويتم تثبيته

في مكانه بواسطة العضلات والأربطة والأنسجة الليفية. يتكون الرحم من ثلاث طبقات:

الطبقة الداخلية: والتي تسمى بطانة الرحم وهي الطبقة الأكثر نشاطاً وتستجيب للتغيرات الدورية الناتجة عن إفراز الهرمونات،

حيث تنمو هذه الطبقة في كل شهر ثم تنسلخ خلال الدورة الطمثية على شكل خثرات أو قطع صغيرة يطرحها الجسم مع دم الطمث.

أما إذا حدث الإخصاب وتكون الجنين فإن هذه الطبقة تستمر بالنمو والتطور لتؤمن مسكناً آمناً للجنين.

الطبقة الوسطى:

تشكل معظم حجم الرحم وهي طبقة عضلية تتألف بشكل أساسي من خلايا عضلية ملساء.

الطبقة الخارجية:

هي طبقة رقيقة من الأنسجة المحيطة بالرحم.

ما هي وظائف الرحم؟

وظائف الرحم عديدة ومتنوعة وتشمل تغذية البويضة المخصبة (الملقحة) والتي ستتطور إلى الجنين كما يقوم الرحم

بحمل الجنين حتى يصبح ناضجاً بما فيه الكفاية للولادة، فعندما تُزرع البويضة المخصبة في بطانة الرحم تستمد الغذاء من الأوعية الدموية التي تتطور في الرحم

حصراً لهذا الغرض. بالإضافة لذلك يوفر الرحم الدعم للمثانة والأمعاء، ويحافظ على شكل عظام الحوض والأعضاء الأخرى الموجودة في الحوض،

كما أن شبكة الأوعية الدموية في الرحم تقوم بتوجيه تدفق الدم إلى الحوض وإلى الأعضاء التناسلية الأخرى بما في ذلك المبيضين والمهبل والأعضاء التناسلية الخارجية.

ما هي المشيمة وما هي وظيفتها؟

المشيمة هي العضو الذي يتطور في الرحم أثناء الحمل، لها شكل قرص ويبلغ قطرها من 16 إلى 17 سنتيمتر،

وتبلغ سماكتها من 3 إلى 4 سنتيميتر في الجزء الأكثر سمكاً بينما تكون أرق عند الحواف وتزن بين 500-1000 غراماً.

يكون السطح الجنيني للمشيمة (السطح المقابل للجنين) لامعاً وناعماً ويضم عدد من الأوعية الدموية الجنينية المتفرعة التي تجتمع معاً

في نقطة اتصال الحبل السري (عند مركز المشيمة)، بينما يتكون الجزء المقابل للرحم من مجموعة كبيرة من الزغابات التي تنغرس ضمن الرحم لتتمكن من تزويد الجنين بالأوكسجين والمواد المغذية الضرورية لنموه.

تلتصق المشيمة بجدار الرحم وينشأ منها الحبل السري الخاص بالجنين، وعادةً ما تتوضع المشيمة في الجزء العلوي

أو الجانبي أو الأمامي أو الخلفي للرحم، ولكن في حالاتٍ نادرة قد تتوضع في المنطقة السفلية من الرحم قريبة من عنق الرحم وقد يكون هذا الأمر خطراً فعند الولادة تتوسع هذه المنطقة مما يؤدي لتمزق المشيمة ونزفها.

ما هي مراحل تطور المشيمة؟

المراحل الأولى في تطور المشيمة تبدأ عند انغراس الكيسة الأرومية (وهي مرحلة من مراحل تطور البيضة الملقحة إلى جنين) في بطانة الرحم،

حيث تنقسم إلى طبقتين تشكل واحدة منهما المشيمة. وبعد التعشيش تبدأ الزغابات الصغيرة بالنمو وتتفرع هذه الزغابات أكثر وأكثر حتى تتشكل شبكة واسعة من الأصابع الصغيرة التي تنغرس في عضلة الرحم وهذا ما يدعى بالمشيمة.

بشكلٍ مرافق تخضع بطانة الرحم لعملية التبطين (عملية تهدف لتشكيل بطانة الرحم بشكلٍ مختلف)

حيث يتغير تشكيل الشرايين التي تغذي المشيمة وتنمو ويزداد قطرها مما يؤدي لازدياد تدفق الدم فيها،

وهذا يؤدي لزيادة كمية الدم الواصل إلى المشيمة والضغط فيها مما

يسمح بتغذية الزغابات المشيمية للقيام بتبادل المواد المغذية والأوكسجين بشكلٍ جيد،

فمثلاً في نهاية الحمل يكون تدفق الدم في المشيمة حوالي 600-700 ميلي لتر/دقيقة عند اكتمال فترة الحمل. يمر دم الجنين من الحبل السري

إلى المشيمة وتتفرع الأوعية ضمن المشيمة بحيث يكون دم الجنين قريباً من دم الأم دون أن يحدث اختلاط بينهما.

المشيمة هي عضو مهم أثناء الحمل، فتكونها يبدأ مع تكون الجنين وتنمو بشكلٍ مرافق لنموه وتطوره، وهي العضو المسؤول عن تأمين

الغذاء والأكسجين للجنين لذا فإن أي مشكلة أو اضطراب فيها سينعكس سلباً على صحة الجنين فمثلاً عندما تقل كمية الدم الواصلة إلى

المشيمة سيصاب الجنين بنقص في التغذية مما يؤدي لولادة جنين ناقص الوزن. لذا يُعنى الأطباء كثيراً بتحديد مكان توضعها وقد يحتاجون لإجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية لتقدير كمية الدم التي تمر عبر الحبل السري، كما يهتمون بفحص المشيمة بعد الولادة للبحث عن أي شذوذات فيها.

المراجع: