د.هلال ابوغوش | فترة النفاس | أفضل اخصائي طفل انابيب الاردن
فترة النفاس

فترة النفاس

لمحة عامة عن فترة النفاس

فترة النفاس أو كما تعرف أيضاً باسم فترة ما بعد الولادة، وخلال هذه الفترة تعود تبدلات الجهاز التناسلي الفيزيولوجية والوظيفية والتشريحية للأم التي حصلت في أثناء الحمل إلى حالتها الطبيعية قبل الحمل، وتبدأ هذه الفترة مع ولادة الطفل وتستمر عادةً مدة 6 أسابيع. تحتاج الأم للرعاية والعناية ففترة النفاس قد لا تكون سهلة حيث يتوجب على الأم الاهتمام بالطفل الرضيع المحتاج لها والمعتمد عليها، وقد تجد صعوبة في التأقلم مع الأمومة خاصةً إذا كان هذا هو طفلها الأول.

كيف يتم تحديد فترة النفاس؟

تبدأ فترة النفاس عند ولادة الرضيع وتستمر حوالي ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الولادة، ففي هذه الفترة تزول معظم آثار الحمل ويعود الجسم إلى طبيعته تقريباً، لكن يمكن ألا تعود جميع الوظائف فمثلاً إذا كانت الأم ترضع طفلها بشكل طبيعي قد يستمر غياب الطمث لعدة أشهر.

ما هي التبدلات التي تحدث خلال فترة النفاس؟

تبدأ التغيرات خلال فترة النفاس مباشرةً بعد الولادة تقريباً، حيث تنخفض معدلات الاستروجين والبروجسترون التي تنتجها المشيمة أثناء الحمل، مما يؤدي لانكماش الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي تدريجياً بحلول الأسبوع السادس بعد الولادة، وخلال هذه العملية تتشكل بطانة الرحم من جديد. كما يبدأ الثديان بإنتاج اللبأ (شكل من الحليب عالي البروتين) من أجل إرضاع الطفل في اليوم الأول أو الثاني بعد الولادة، ويتم تحول اللبأ تدريجياً إلى حليب الثدي العادي (الذي يحتوي على بروتين أقل ودهون أكثر) بحلول منتصف الأسبوع الثاني.

كيف يتم تقسيم فترة النفاس وما الذي يحدث في كل قسم منها؟

يمكن تقسيم فترة النفاس إلى ثلاثة مراحل مختلفة: المرحلة الحادة التي تستمر من 6 إلى 12 ساعة بعد الولادة، ومرحلة النفاس المعروفة (وتسمى علمياً بالمرحلة تحت الحادة) وتستمر لمدة ستة أسابيع بعد الولادة، ومرحلة النفاس المتأخرة التي يمكن أن تستمر حتى الستة أشهر.

المرحلة الحادة من فترة النفاس:

تستمر هذه المرحلة لعدة ساعات وأهم ما يحدث فيها هو انقباض الرحم، لذا تراقب الممرضات الأم بشكلٍ وثيق خلال هذه المرحلة خوفاً من حدوث نزف من المنطقة التي كانت المشيمة فيها ملتصقة بجدار الرحم ومنغرسة فيه، لذلك يجب تدليك الرحم لمساعدته على الانقباض لمنع فقدان الدم والقيام بتقييم كمية النزيف ووضع الرحم بشكلٍ متكرر.

ستراقب الممرضات أيضاً ضغط ونبض المريضة ودرجة الحرارة وجرح العملية القيصرية أو جرح الولادة الطبيعية، وقد تحتاج الأم لمسكنات أو مضادات التهاب للوقاية من حدوث الإنتانات.

المرحلة تحت الحادة من فترة النفاس:

يعود الجسم لطبيعته بالتدريج حيث يقل تدفق الدم وتختفي الوذمة (التورم) في مهبل الأم تدريجياً خلال ثلاثة أسابيع بعد الولادة، أما عنق الرحم فيتضيق ويزداد طوله خلال بضعة أسابيع. وخلال هذه المرحلة تنخفض المفرزات من الرحم تدريجياً ويتحول لونها من الأحمر الفاتح إلى الأصفر وتتوقف حوالي الأسبوع الخامس أو السادس، وتُنصح الأمهات في هذه الفترة بتجنب استخدام السدادات القطنية (التامبون) لأنها قد تسبب التلوث وتزيد من خطر الانتان.

يعتبر الإمساك والإصابة بالبواسير من أكثر المشاكل شيوعاً، كما تعاني ثلث الأمهات من سلس البول (خروج البول بدون إرادة الأم) بعد الولادة ويحدث السلس البولي عادةً بعد الولادة الطبيعية بسبب ضعف في عضلات الحوض، لذا يوصي الطبيب بإجراء تمارين لتقوية عضلات قاع الحوض الضعيفة وضبط سلس البول، وهذا سيساعد كثيراً في تجنب حدوث السلس الدائم.

في الأيام القليلة الأولى التي تلي الولادة يكون خطر تخثر الأوردة مرتفعاً نسبياً وخصوصاً بالنسبة للأمهات اللواتي أجرين عملية قيصرية ولديهن قدرة محدودة على الحركة بعد العملية لذا ينصح الأطباء أحياناً باستخدام مضادات التخثر، كما يجب معالجة الالتهابات التي تحدث ما بعد الولادة فقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تعالج بشكل مناسب.

مرحلة النفاس المتأخرة:

خلال هذه المرحلة تعود العضلات إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل الحمل ويحدث التعافي من مضاعفات الولادة مثل سلس البول ببطء وعلى مدى أشهر. بعد حوالي ثلاثة أشهر من الولادة (عادة بين الشهرين والخمسة أشهر) تنخفض مستويات هرمون الأستروجين مما يؤدي لتساقط كميات كبيرة من الشعر لكنها ستنمو من جديد عندما تتوازن الهرمونات لاحقاً.

ما هي فترة التعافي والراحة للأم؟

الحمل والمخاض والولادة والعناية بالمولود بعدها أمرٌ شاق ومجهد لذلك تحتاج الأم إلى فترة كافية للتعافي، ويجب أخذ إجازة أمومة من مكان عملها وتقديم كل الدعم النفسي والجسدي لها حتى تمر فترة النفاس بسلام.

من المرجح أن يرغب الطبيب في زيارة الأم بعد حوالي أسبوعين إلى ستة أسابيع من الولادة لإجراء فحص طبي للأم، وفي أول فحص للأم بعد الولادة سيفحص الطبيب على الأرجح وزن الأم وضغط دمها كما سيفحص الثديين والبطن وقد يفحص الحوض أيضاً، وإذا كانت الأم مصابة بالداء السكري الحملي فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبار غلوكوز إضافي في الدم.

متى تكون أول دورة حيض (طمث) خلال فترة النفاس؟

سوف تعاني الأم من بعض النزيف المهبلي بعد الولادة ولكن هذا النزيف ليس دورة طمثية، وإذا كانت الأم تُرضع الطفل قد لا تعود الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة لعدة أشهر، وبالنسبة لبعض الأمهات لا تعود الدورة الشهرية إلا بعض فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية (الرضاعة من الثديين). أما إذا كانت الأم تُرضع طفلها حليب الأطفال الصناعي فقد تعود دورتها الشهرية (الطمثية) بعد حوالي ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الولادة. في البداية قد تختلف الدورة الشهرية قليلاً عما كانت عليه قبل الحمل فقد تكون أقصر أو أطول وقد تكون أقل إيلاماً، ولكن مع مرور الوقت ستعود الدورة الطمثية إلى طبيعتها.

ولكن أحد الأمور التي يجب أن تعرفها الأم هو أن المبيضين لديها قد تُنتج بيوض قبل أن تعود الدورة الشهرية، وهذا يعني أن الخصوبة موجودة وبالتالي قد يحدث الحمل حتى بغياب الدورة الشهرية.

المراجع: