د.هلال ابوغوش | متلازمة شيهان | افضل مركز أطفال انابيب عمان
متلازمة شيهان

متلازمة شيهان

لمحة عامة عن متلازمة شيهان

متلازمة شيهان هي ضعف في عمل الغدة النخامية بعد الولادة وهي واحدة من أسوأ الكوابيس التي يمكن أن تهدد صحة الأم، إلا أن آثارها قد تتأخر لعدة سنوات بالظهور فلا تظهر مباشرةً بعد الولادة. فما هي متلازمة شيهان، ولماذا تصيب الغدة النخامية دون غيرها؟

ما هي الغدة النخامية وما وظيفتها؟

الغدة النخامية هي الغدة الأم، أو الغدة الرئيسية في الجسم وهي التي تسيطر على عمل جميع الغدد الأخرى فتنتج الهرمونات التي تحرك الغدد الأخرى وتدفعها للعمل، أو تكبح عملها. وحين لا تعمل الغدة النخامية كما ينبغي لها (قصور الغدة النخامية) فإن الغدد الأخرى التي تسيطر عليها (كالغدة الدرقية والغدة الكظرية) ستعجز عن إفراز القدر الكافي من هرموناتها.

ما هي متلازمة شيهان؟

في أثناء الحمل تنمو الغدة النخامية كثيراً وتتضخم لتتمكن من تلبية متطلبات الأم الحامل والجنين، لذا فعندما يحدث نزفٌ شديد لأي سببٍ كان ستتأثر هذه الغدة بسرعة. متلازمة شيهان هي متلازمة تصيب النساء اللواتي يفقدن كميةً كبيرة من الدم أثناء الولادة، أو اللواتي يعانين من انخفاضٍ شديد في ضغط الدم أثناء أو بعد الولادة والذي يمكن أن يحرم الجسم من الأوكسجين، وهذا النقص في الأكسجين سيسبب ضرراً في الغدة النخامية. في معظم الحالات يتمكن الأطباء من تعويض الدم المفقود ورفع ضغط الدم المنخفض لكن الضرر يكون قد حدث بالفعل، وللأسف قد يكون هذا الضرر دائماً.

ما هي الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية والتي تتأثر بمتلازمة شيهان؟

تنظم هرمونات الغدة النخامية بقية الغدد الأخرى في الجسم، وترسل إشارات إلى الغدد الأخرى لزيادة أو تقليل إنتاج الهرمونات التي تحكم بالطمث والخصوبة وضغط الدم وإنتاج الحليب من الثدي والعديد من العمليات الأخرى، لذا فإن اضطراب إنتاج أي هرمون سينعكس سلباً على توازن الجسم، ومن أهم هذه الهرمونات:

هرمون النمو (GH): يتحكم هذا الهرمون في نمو العظام والأنسجة ويحافظ على التوازن الصحيح بين العضلات والدهون في الجسم.

الهرمون المنبه للدرق (TSH): هذا الهرمون يحفز الغدد الدرقية على إنتاج الهرمونات الرئيسية التي تنظم عملية الاستقلاب في الجسم (التفاعلات الكيميائية في الجسم لتحويل الغداء إلى طاقة)، يؤدي نقص هذا الهرمون إلى قصور في نشاط الغدة الدرقية.

الهرمونات التي تسيطر على التكاثر (LH, FSH): تنظم هذه الهرمونات إفراز الاستروجين عند السيدات، وتساعد على تحفيز نمو البيوض وحدوث الإباضة عند السيدات.

الهرمون المنبه لقشر الكظر (ACTH): هذا الهرمون يحفز الغدد الكظرية على إنتاج مجموعة من الهرمونات وعلى رأسها الكورتيزول الذي يعمل على ضبط ضغط الدم ووظيفة القلب والجهاز المناعي.

البرولاكتين: ينظم هذا الهرمون إنتاج الحليب من الثدي.

ما هي أعراض متلازمة شيهان؟

قد تظهر بعض علامات وأعراض متلازمة شيهان بسرعة حيث لا تتمكن الأم من إرضاع طفلها وذلك لغياب هرمون الحليب، بينما يتأخر ظهور

بعض الأعراض الأخرى وتحتاج إلى عدة أشهر أو سنوات.

وتختلف أعراض متلازمة شيهان من سيدة لأخرى وتشمل أهم تلك الأعراض:

اضطرابات في الدورة الشهرية وذلك بسبب اضطراب توازن الهرمونات.

بطء بالوظائف العقلية وزيادة الوزن وإحساس الأم المستمر بالبرد نتيجة قصور نشاط الغدة الدرقية.

انخفاض ضغط الدم.

انخفاض نسبة السكر في الدم.

إرهاق وعدم انتظام بضربات القلب.

انكماش الثدي.

وعندما يكون ضرر الغدة النخامية خفيفاً قد لا تشعر السيدة بأي عرض أو مشكلة، فبعض النساء يعشن لسنوات دون أن يعلمن أن غددهن النخامية لا تعمل بشكل صحيح.

كيف يتم تشخيص متلازمة شيهان؟

تشخيص متلازمة شيهان يمكن أن يكون صعباً، حيث تتداخل العديد من الأعراض مع بعضها، ولتشخيص هذه المتلازمة يحتاج الطبيب إلى معلوماتٍ كاملة عن قصة الولادة والمضاعفات التي حدثت بعدها. كما يحتاج لمجموعة من الفحوصات مثل: فحوصات الدم للتحقق من مستوى هرمونات الغدة النخامية، والتصوير الشعاعي للغدة النخامية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير الطبقي المحوري لتقييم حجم الغدة النخامية والبحث عن وجود مشكلة أو ورم فيها.

كيف يتم علاج متلازمة شيهان؟

لسوء الحظ فإن الضرر الذي يحدث في متلازمة شيهان هو ضررٌ دائم ولا يمكن إصلاحه، لذا تحتاج المريضة للعلاج بمجموعة من الهرمونات لتعويض الهرمونات الناقصة لديها مثل:

الستيروئيدات القشرية: البريدنيزولون أو الهيدروكورتيزون لتعويض هرمونات الغدة الكظرية الناقصة.

ليفوتيروكسين:

لتحفيز الغدة الدرقية.

هرمون النمو:

يساعد هذا الهرمون على المحافظة على كثافة العظام، ويساعد على التوازن بين نسبة العضلات والدهون في الجسم، ويخفض مستوى الكولسترول.

من الضروري تعويض الهرمونات الأنثوية وذلك لتجنب حدوث سن اليأس المبكر لكن ذلك يعتمد على عمر المريضة وعلى رغبتها بالإنجاب، حيث يمكن إعطاء الاستروجين مع البروجسترون للمساعدة على حدوث الدورة الشهرية والوقاية من حدوث ترقق العظام الباكر، بينما يجب إعطاء هرمونات أخرى للتحريض على حدوث الإباضة في حال الرغبة في إنجاب الأطفال.

هل يمكن الوقاية من حدوث المتلازمة؟

يمكن للرعاية الطبية الجيدة أثناء الولادة أن تمنع النزيف الحاد وانخفاض ضغط الدم، وبالتالي تمنع حدوث متلازمة شيهان، أما بمجرد حدوث النزيف الشديد فلا يمكن عندها الوقاية من حدوث هذا المرض.

المراجع: