د.هلال ابوغوش | تحديد جنس الجنين | أحسن دكتور طفل انابيب
تحديد جنس الجنين

تحديد جنس الجنين

لمحة عامة عن تحديد الجنس  الجنين ؟

يُعتبر تحديد الجنس هاجساً عند العديد من الناس والمجتمعات، حيث يرغب الوالدان أحياناً بتحديد جنس المولود وذلك لأسباب كثيرة مثل الرغبة بتجنب ولادة طفل مريض وذلك في حال وجود مشكلة وراثية تحدث عند أحد الجنسين، أو تفضيل أحد الجنسين على الآخر لتحقيق ما يسمى "الموازنة الأسريّة"، فمثلاً قد يرغب زوجان لديهما ثلاثة أولاد ذكور في إنجاب طفلة أنثى، وبالعكس قد يرغب زوجان لديهما فتاة في إنجاب طفلٍ ذكر. بشكلٍ عام تميل كفة الأطفال الذكور حيث يفضل العديد من الأزواج إنجاب طفل ذكر وذلك لأسباب اجتماعية مختلفة تتعلق باسم العائلة ومكانة الذكر في المجتمع وغير ذلك. فما هي طرق تحديد الجنس؟

من هو المسؤول عن تحديد الجنس؟

يتعلق جنس المولود بنوع النطفة التي تم الإخصاب بها، فإذا كانت النطفة من النمط Y فإن الجنين سيحمل الصيغة XY وهي صيغة مولود ذكر، بينما إذا كانت النطفة من النمط X فسيكون الجنين أنثى ويحمل الصيغة XX.

يوجد العديد من الطرق لتحديد الجنس، وتختلف فيما بينها بطريقة القيام بها وبمدى فعاليتها. فالطرق الطبيعية التي تعتمد على توقيت الجماع ونمط الغذاء هي طرق معروفة منذ عشرات السنين إلا أنها غير دقيقة، بينما الطرق الحديثة التي تعتمد على اختيار النطاف هي طرق دقيقة ومؤكدة.

ما هي الطرق الطبيعية؟

تم الاعتماد على طرق طبيعية لاختيار الجنس لعدة عقود، ولكن العيب في هذه الطرق أنها غير دقيقة وغير موثوقة، ومن أشهر هذه الطرق:

توقيت الجماع: حيث يُعتقد أن الجماع في نفس يوم الإباضة يزيد من احتمال الحمل بذكر، فالنطاف الذكرية سريعة لكنها هشة لذا فهي قادرة على الإخصاب إذا كانت البويضة موجودة وجاهزة، أما الجماع قبل الإباضة فيزيد من احتمال الحمل بفتاة وذلك لأن النطاف الأنثوية أقوى وأطول عمراً لذا فهي قادرة على النجاة ريثما تحدث الإباضة.

الحمية الغذائية: تعتمد حموضة الجسم على توازنٍ دقيقٍ جداً، ويعتقد أن الأطعمة القلوية تزيد من احتمال الحمل بذكر ومنها زيادة تناول الخضار والفواكه الطازجة، والمكسرات، والأغذية الغنية بالبوتاسيوم مثل السلمون والموز والأفوكادو، وتجنب الحليب ومشتقاته. لكن هذه الطرق غير دقيقة وغير مؤكدة الفعالية.

ما هي الطرق المؤكدة لتحديد الجنس؟

هناك طريقتان معروفتان لتحديد الجنس، الأولى هي انتخاب النطاف أي انتقاء النطاف السليمة والمرغوبة للقيام بالإخصاب بها، والثانية هي فحص البويضة الملقحة بعد الإخصاب.

ماذا يعني انتخاب النطاف؟

انتخاب النطاف هو وسيلة حديثة تُستخدم لتحديد النطاف الأكثر سلامةً وكذلك لتقسيم النطاف إلى مجموعات تحمل الكروموسوم X (أنثى) ومجموعات تحمل الكروموسوم Y (ذكر) على أساس الاختلاف في محتوى الحمض النووي، ومن ثم يمكن استخدام النطاف (المصنفة حسب الجنس) لإجراء التلقيح الصناعي أو طفل الأنبوب.

ما هو التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD)؟

خلال عملية طفل الأنبوب، يتم سحب عدة بيوض من جسم المرأة، ثم يتم في المختبر تخصيبها بنطاف من الزوج، وبذلك تتشكل البيوض الملقحة التي ستتطور إلى أجنة.

التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD) هو فحوصات مخبرية يتم من خلالها فحص الأجنة في الأيام الأولى من نموها أثناء إجراء عملية طفل الأنبوب. يبلغ الجنين مرحلة الـ 8 خلايا بين اليوم الثالث أو الخامس بعد الإخصاب، وعندها يمكن إزالة خلية واحدة وإجراء الاختبارات عليها. ويُستخدم التشخيص الوراثي هذا لفحص الجنين للتأكد من خلوه من اضطرابات وراثية خطيرة أو مميتة، ويمكن أيضاً الكشف عن جنس الجنين، فإذا وُجد في الخلية الكروموسوم Y، نعرف أن الجنين هو ذكر وذلك قبل أن يتم إعادته وزرعه في رحم الأم. تتجاوز دقة هذه الطريقة حتى 99%.

ما هي الأسباب الطبية التي تدفع الوالدين لتحديد الجنس؟

بالإضافة إلى الأسباب الاجتماعية التي ذكرناها، فقد يرغب الوالدان بتحديد جنس المولود لأسباب طبية، ففي بعض الحالات، يتم تحديد جنس الطفل للوقاية من مرض وراثي يصيب أحد الجنسين دون الآخر. فمثلاً يُستخدم لتجنب بعض الأمراض المرتبطة بالجنس مثل الضمور العضلي أو الناعور (وهو حالة يفقد فيها المريض قدرته على تخثر الدم، فتنزف الجروح البسيطة بغزارة مما يهدد حياة المريض) وهذه الأمراض موروثة من الأم ولكنها تصيب الذكور فقط.

وبتحديد نوع الجنس يمكن للأزواج أن يقللوا بدرجة كبيرة من فرصة ولادة طفلهم مصاباً بأحد هذه الحالات الخطيرة والتي قد تهدد الحياة.

ما هي إيجابيات وعوائق تحديد الجنس؟

لم يعد اللجوء إلى الطرق الطبيعية في أيامنا هذه ممكناً، ففعاليتها منخفضة للغاية ولا يمكن الوثوق بها أو الاعتماد عليها. من جهةٍ أخرى فإن تقنيات طفل الأنبوب أصبحت متوفرة، والأهم أنها آمنة فمن المعروف اليوم أن الأطفال الذين يولدون بمساعدة هذه التقنيات لا يعانون من مشاكل أو أمراض أكثر من غيرهم، كما أن تحديد الجنس هو أكيد وموثوق تماماً لذا يمكن الاعتماد عليه. لكن وعلى الرغم من توفره، فإن الكلفة العالية نسبياً لهذا الإجراء قد تعيق اللجوء إليه في حالاتٍ كثيرة.

يُعتبر تحديد الجنس من التقنيات الحديثة والمتطورة، لذا من الهام أن يلجأ الأزواج إلى أطباء موثوقين ومن ذوي الخبرة الواسعة في هذا المجال وذلك لضمان أفضل النتائج الممكنة.

المراجع: